• الثلاثاء 11 مارس 2025 - 12:23 مساءً

كثيرا ما طالب بعض المفكّرين من العرب وبخاصّة المصريوّن أن نُحلّ العامّية محلّ الفصحى متعلّلين بأن الفصحى سجينة الرسميّات والصحافة والعلوم والآداب لا تعرف طريقها إلى البيت والشارع ومرافق الحياة اليوميّة ولا يدرك جزءا قليلا منها إلاّ من قضى السنين الطويلة في تعلّمها. هي إذن كاليونانيّة واللاتينية لغة ميتّة والميّت من اللغات ما دفن في الكتب، وكفن في الكاغذ، وبعث من حين إلى آخر في الوسائل السمعيّة البصريّة، ولم يعرف الحياة الحقيقيّة، الجديرة بأن يقال فيها حقيقيّة، ولا عرفته. هل سمعت شخصا يوما ما شخصين يتشاجران أو يبكيان بالفصحى رافعين الفاعل، ناصبين المفعول به، مراعين قواعد النسبة؟ لو فعلا لعجزا ولسبقا غيرهما إلى الضّحك. ذلك أن لغتهما غير طبيعيّة، غير راسخة فيهم.